جدول المحتويات
المقدمة
أهلا وسهلا بالجميع.
بعد انقطاع طويل عن الكتابة، أعود إليكم اليوم لأشارككم تجربتي في ألمانيا، حيث انتقلت للدراسة. وعلى الرغم من أن ثمة الكثير مما يمكن سرده عن هذه التجربة، إلا أنني سأركز حديثي اليوم على موضوع آخر: التقنيات التعويضية الحديثة التي شاهدتها في معرض سايت سيتي المرموق.
يعد معرض سايت سيتي ثاني أكبر معرض عالمي بعد معرض سيسن في كاليفورنيا. ويُقام هذا الحدث السنوي في مدينة فرانكفورت على مدار ثلاثة أيام. ونظرًا لالتزاماتي الجامعية، فقد تمكنت فقط من حضور اليوم الأخير، لكنه كان كافيًا لاستكشاف عالم مثير من الابتكارات.
التنظيم والتجربة العامة
من الناحية التنظيمية، وفر المعرض خدمات نقل منتظمة كل ربع ساعة من محطة القطار الرئيسية، سواء عبر القطار الداخلي أو الحافلات. ورغم وجود مؤشرات واضحة لمواقع الانتظار على الموقع الإلكتروني، وجدت نفسي في البداية في مكان مختلف قليلاً. لكن سرعان ما وجدني المنظمون وأرشدوني إلى المكان الصحيح.
تتألف قاعة المعرض من أربعة طوابق بالإضافة إلى الطابق الأرضي. عند المدخل، يُمنح الزوار خريطة للقاعة بطريقة برايل. ورغم أن الكثيرين، بمن فيهم أنا، لم يستفيدوا كثيرًا من هذه الخريطة، إلا أن وجود مسارات بارزة للعصا البيضاء في جميع أنحاء القاعة سهّل عملية التجول والاستكشاف بشكل كبير.
كان موقع المعرض الإلكتروني قد نشر مسبقًا قائمة بالشركات المشاركة وأرقام أجنحتها، ما سمح للبعض بتخطيط زياراتهم. وقد فضلت شخصيًا التجول بشكل عشوائي. ورغم قضائي ثماني ساعات في المعرض، فإنني بالكاد تمكنت من زيارة معظم الشركات في طابق واحد. لكن هذا الوقت كان كافيًا لاكتشاف العديد من الابتكارات المثيرة التي سأشاركها معكم في الأسطر القادمة.
أجريت مقابلات مصغرة مع بعض الشركات ستجدونها في أقسام الشركات المعنية.
شركة Go Sense
هذه شركة فرنسية تقدم منتجًا مبتكرًا يُركب على العصا البيضاء. يتميز الجهاز بأربعة أزرار تقريبًا ومستشعر للتنبيه بالعوائق، يعمل على الأرجح بتقنية السونار. يتطلب تركيب الجهاز دقة في الوضعية حسب طريقة إمساك المستخدم للعصا. إضافة إلى وظيفة الكشف عن العوائق، يوفر الجهاز معلومات عن الموقع باستخدام الخرائط، مثل تحديد مواقف الحافلات. تجدر الإشارة إلى أن هذه الخدمة متاحة في دول معينة فقط. وخلال تجربتنا للجهاز، لاحظنا أنه عند المشي بسرعة كبيرة، لم يكن أداء الجهاز في التنبيه بالعوائق فعالًا كما هو متوقع. وبشكل عام، لم يكن أداء الجهاز مبهرًا، خصوصًا عند الأخذ بعين الاعتبار تكلفته الباهظة التي تصل إلى حوالي 3000 يورو.
شركة Seventh Sense
تقدم هذه الشركة خوذة مبتكرة تُلبس حول الرأس. تعتمد الخوذة على نظام اهتزازات دقيق على الجبهة لتنبيه المستخدم باتجاه العوائق. وتتميز الاهتزازات بتغير شدتها حسب قرب العائق، كما أنها قادرة على تتبع حركة الأشياء المتحركة. فعلى سبيل المثال، إذا كان شخص يتحرك أمامك من اليمين إلى اليسار، ستشعر بحركة الاهتزازات تتبع مساره على جبهتك.
رغم ابتكارية الفكرة، وجدت صعوبة في التأقلم مع الجهاز. كان حجمه كبيرًا نسبيًا والإحساس بالاهتزازات على الجبهة مزعجًا بعض الشيء، ما أدى إلى شعور غير مريح بالدغدغة.
شركة Eyesynth
تقدم هذه الشركة نظارة ذكية تعمل بتقنية الصوت ثلاثي الأبعاد. تقوم النظارة بنقل معلومات عن العوائق المحيطة باستخدام أصوات مجسمة، حيث يتغير موقع الصوت حسب موقع العائق أثناء الحركة. لكن الجهاز يعاني من قصور في تغطية المحيط بشكل كامل. إذ يتطلب استخدامه توجيه الرأس باستمرار في اتجاهات مختلفة لالتقاط ما يحيط بالمستخدم. ولا يقتصر الأمر على الجوانب فقط، بل يشمل أيضًا الزوايا الخفيفة وارتفاعات العوائق المختلفة.
عند مناقشة هذه النقطة مع ممثلي الشركة، أكدوا أن الأمر يتطلب فقط التعود على استخدام المنتج، وأن أداءه جيد. وأنا شخصيًا أجد صعوبة في الثقة بمنتج يتطلب هذا القدر من التكيف للاستفادة منه بشكل فعال.
شركة NextVPU
قدمت هذه الشركة الصينية نظارة مزودة بخاصية المسح الضوئي للنصوص مع آلة نطق مدمجة لقراءة النصوص الممسوحة ضوئيًا. ولم يتضح وجود ميزات إضافية ملحوظة للجهاز. وللأسف، شكل حاجز اللغة عائقًا في فهم شرح ممثلي الشركة بشكل كامل، ما حد من قدرتنا على تقييم المنتج بشكل شامل.
شركة WeWALK
تعد هذه الشركة التركية/البريطانية من الشركات التي سمعت عنها منذ فترة طويلة نسبيًا، وأخيرًا أتيحت لي الفرصة لتجربة منتجها. تتمحور فكرة المنتج حول عصا عادية من شركة أمبيوتك، مع استبدال المقبض بجهاز خاص من إنتاج الشركة. ويحتوي هذا الجهاز على مستشعرات وسماعة وميكروفون وأزرار تحكم. من أبرز مميزات الجهاز وجود مساعد صوتي يمكن استخدامه للاستعلام عن الأماكن القريبة أو طرح أسئلة عامة مثل كيفية تحضير طبق معين. كما يتضمن الجهاز مستشعرًا للعوائق، ويدّعي المصنعون أنه مقاوم للسقوط والظروف الجوية القاسية. يتصل الجهاز بالهاتف للوصول إلى الإنترنت، لكن بعض الوظائف تعمل دون الحاجة إلى اتصال. ويختلف سعر المنتج حسب الدولة، لكن المتوسط يتراوح بين 800 إلى 900 يورو. رفض ممثلو الشركة الإفصاح عن السعر الدقيق، مشيرين إلى اختلاف التسعير حسب الموزعين.
شخصيًا، أرى أن خصائص المساعد الصوتي ليست ضرورية في عصا، خصوصًا مع وجود الهواتف الذكية. كما أن ارتفاع السعر يجعلني أتساءل عن جدوى الاستثمار في مثل هذا المنتج، لا سيما مع احتمالية تعرض العصا للتلف أو الفقدان. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى نشاط الشركة الملحوظ في التواصل مع مختلف المؤسسات والتسويق لمنتجها.
شركة Cobolt
هذه الشركة البريطانية تتخصص في تقديم منتجات للمطبخ، إضافة إلى مشغل وسائط بمنفذ USB لسبب غير واضح. ومن بين منتجاتها المميزة مايكروويف ناطق وفرن مزود بلوحة أزرار بارزة. بشكل عام، بدت المنتجات جيدة ومفيدة لمن يحتاج إليها.
شركة TalkTech
تقدم هذه الشركة السويدية مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك الساعات الناطقة ومقياس الحرارة الخارجية وأدوات الطبخ. ولعل أشهر منتجاتها هو قارئ العلامات PennyTalks، الذي يدعم اللغة العربية حسب موقع الشركة الإلكتروني. ورغم أن المنتجات لم تكن مبهرة بشكل استثنائي، إلا أنها تبدو مفيدة وملائمة لاحتياجات مستخدميها.
شركة FeelSpace
تقدم هذه الشركة الألمانية منتجًا مبتكرًا على شكل حزام يُلبس حول الخصر. ويحتوي الحزام على 16 محرك اهتزاز، ويمكن استخدامه بوصلةً لتحديد اتجاه الشمال باستمرار. كما يمكن استخدامه للمساعدة في المشي بخط مستقيم لمن يواجهون صعوبة في ذلك. لعلّ إحدى الميزات الرئيسية للجهاز هي إمكانية إدخال الوجهة المطلوبة باستخدام الهاتف، ليقوم الجهاز بتوجيه المستخدم عبر اهتزازات في الاتجاهات المناسبة. تغطي الاهتزازات جميع الاتجاهات بزاوية 360 درجة.
ورغم أنني لم أجرب الجهاز شخصيًا، إلا أن تجارب بعض الأصدقاء الذين يمتلكونه كانت إيجابية للغاية. يبلغ سعر الجهاز حوالي 3000 يورو، وهو ما قد يعتبر استثمارًا كبيرًا، لكنه قد يكون مستحقًا نظرًا لإمكانياته الواعدة.
شركة Dot
تعد هذه الشركة الكورية من الشركات المعروفة في مجال التقنيات المساعدة. وقد سبقت لي تجربة ساعتها الذكية DotWatch ذات خلايا برايل في الإمارات قبل سنوات عديدة، حيث كان المنتج غريبًا نوعًا ما وكانت الخلايا ضعيفة جدًا. وفي هذا المعرض، قدمت الشركة منتجًا مثيرًا للاهتمام يدعى Dotpad. ويتميز هذا الجهاز بكونه لوحة برايل متعددة الأسطر تحتوي على 300 خلية برايل، ما يتيح عرض الرسومات والنصوص معًا. وللأسف، كانت معلومات ممثلة الشركة التي تحدثت معها محدودة. ومع ذلك، تمكنت من تجربة الجهاز وكان أداؤه جيدًا. ولعل ما لم أتمكن من فهمه بوضوح هو ما إذا كان الجهاز قادرًا على عرض الرسومات من أي مصدر أم أنه مقتصر على برنامج خاص بالشركة. وقد كان حديث الممثلة يركز على إمكانية إنشاء الرسومات من خلال برنامجهم الخاص ونشر القوالب المصممة على نطاق واسع. وبشكل عام، يبدو أن هذا الجهاز لديه إمكانات واعدة إذا استمرت الشركة في تطويره.
شركة Envision
قمت بتجربة نظارتها الذكية، والتي أظهرت أداءً جيدًا في قراءة النصوص وميزات أخرى مثل وصف المحيط بعد التقاط الصور. وباختصار، تقوم النظارة بوصف محتوى الصور الملتقطة. ورغم الأداء الجيد، إلا أن نموذج التسعير الخاص بالشركة يثير بعض التساؤلات. إذ يتطلب استخدام النظارة شراء ترخيص كل سنتين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن محدودية العتاد المستخدم – وهو نظارة جوجل التي صدرت قبل حوالي عشر سنوات أو أكثر – تجعل من الصعب تشغيل العديد من الميزات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي على هذا الجهاز. وتقدم الشركة ترخيصين مختلفين للجهاز نفسه، مع وضع قيود على بعض الميزات في الإصدار الأقل سعرًا. ويصل متوسط التكلفة إلى حوالي 2800 يورو، مع ضرورة تجديد الترخيص بعد سنتين أو ثلاث. وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار تختلف حسب الدولة.
شركة Orbit Research
قضيت وقتًا أطول في جناح هذه الشركة مقارنة بالأجنحة الأخرى نظرًا لتنوع منتجاتها وابتكارها. وقد عرضت الشركة مجموعة واسعة من الأجهزة، بما في ذلك:
- لوحة مفاتيح برايل للهواتف (Orbit Writer)
- أسطر برايل مثل (Orbit Reader 20 و40)
- جهاز لتدوين الملاحظات بدون سطر برايل (ربما يدعى Orbit Speak)
- جهاز Graphiti لعرض الرسومات
- Orbit Slate، شاشة برايل متعددة الأسطر
وقد كان جهاز Graphiti مثيرًا للاهتمام بشكل خاص، رغم أنني لم أتمكن من تجربته بشكل مكثف. ويتميز الجهاز بدعمه لعرض الرسومات بطبقات متعددة، ما يتيح تمثيل مختلف أجزاء الرسم بدقة أكبر. فعلى سبيل المثال، يمكن عرض الأجزاء الغامقة والفاتحة من رسم بياني في طبقات منفصلة. ويدعم الجهاز وسائل توصيل متعددة. وحسب موقع الشركة، يمكن للمستخدمين الرسم عليه مباشرة. كما توفر الشركة برنامجًا على نظام ويندوز يمكّن المكفوفين من الرسم، لكن هذه الميزة لم يتم استعراضها للأسف في الجناح أثناء زيارتي. أما جهاز Orbit Slate، وهو شاشة برايل متعددة الأسطر تحتوي على خمسة أسطر، فقد أثار بعض الملاحظات. أولًا، لم أستسغ وجود فواصل أو حواجز بين الأسطر، ما قد يعيق القراءة السلسة. ثانيًا، كان الصوت العالي الناتج عن الانتقال بين الأسطر باستخدام أزرار التدوير مزعجًا بشكل ملحوظ. تجدر الإشارة إلى أن مشكلة الصوت العالي هذه شائعة في العديد من أجهزة برايل الخاصة بهذه الشركة. وتقوم الشركة حاليًا بإجراء حل مؤقت هو استخدام سطر فيزيو برايل في بعض أجهزتها بدلًا من تقنيتها الخاصة. ورغم أن تقنية الشركة الخاصة بها أرخص، إلا أن أجهزتها بشكل عام تتميز بأسعار منخفضة بشكل ملحوظ مقارنة بمنتجات الشركات الأخرى.
وأخيرًا، عرضت الشركة جهاز Orbit Optima، وهو عبارة عن حاسوب محمول يعمل بنظام ويندوز 11 ويتضمن لوحة مفاتيح عادية وسطر برايل. ويمكن استخدام الجهاز مع أي قارئ شاشة، ويدعم تخصيصات متعددة حسب احتياجات المستخدم. ووفقًا لممثل الشركة، فلا قيود على إمكانيات التخصيص، لكن الجهاز لا يزال في مرحلة الإنتاج.
ورغم كون الجهاز يبدو واعدًا، إلا أنني أتساءل عن مدى ضرورته في ظل وجود حلول مشابهة. إذ أتذكر أن شركة فريدم ساينتفيك قدمت جهازًا بفكرة مماثلة في السابق، وأعتقد أن شركة الناطق عملت أيضًا على مشروع مشابه. كما لاحظت في المعرض وجود شركة أخرى تعرض جهازًا مشابهًا، لكنني لا أتذكر اسمها.
شركة Humanware
تواصل شركة هيومنوير العريقة تقديم ابتكارات في مجال شاشات برايل متعددة الأسطر. وفي هذا المعرض، عرضت الشركة جهازها القادم المتوقع إطلاقه نهاية هذا العام، والذي يحمل اسم “مونارك” (Monarch).
ويتميز هذا الجهاز بشاشة تحتوي على عشرة أسطر، كل سطر يضم 32 خلية برايل. ويمكن للجهاز عرض الرسومات والنصوص معًا، مع وجود أزرار التمرير على الجوانب. وإضافة إلى ذلك، تتميز الخلايا بحساسيتها للمس. ومن أبرز مميزات الجهاز دعمه لصيغة جديدة تم تطويرها بالتعاون مع مؤسسة American Printing House (APH)، تُعرف باسم eBRF أو eBrail. وتهدف هذه الصيغة إلى تحسين تجربة قراءة الكتب، ولا سيما الكتب المدرسية التي تحتوي على رسومات. فعلى سبيل المثال، عندما تشير جملة إلى “كما في الشكل أدناه”، يمكن للطالب الضغط على الخلية لعرض الشكل المقصود مباشرة على الشاشة، دون الحاجة للانتقال إلى موقع آخر في الكتاب (كنهاية الكتاب في حالة كتب برايل الورقية أو كتاب منفصل). وبعد الانتهاء من استعراض الشكل، يمكن إخفاؤه ومواصلة القراءة بسلاسة.
ورغم روعة الفكرة، إلا أنها تتطلب تطوير الكتب لتكون متوافقة مع هذه الصيغة الجديدة. وإضافة إلى ذلك، فإن السعر المتوقع للجهاز، والذي قد يصل إلى عشرين ألف يورو، يثير تساؤلات حول مدى انتشاره مستقبلًا، خصوصًا مع الحاجة إلى توفر محتوى ملائم. ومع ذلك، يبقى الجهاز مثيرًا للإعجاب من الناحية التقنية.
وقد التقيت صدفةً في المعرض بالأستاذ عبد الرحمن محمد من شركة البسام للتقنيات، الذي أخبرني أن الجهاز سيُعرض في معرض في مدينة الرياض خلال نفس الأسبوع (أواخر شهر مايو). وإذا تمكنتم من تجربة الجهاز في ذلك المعرض أو في أي مكان آخر، فسأكون مهتمًا بسماع رأيكم فيه.
شركة Biped
كان هذا الجناح من أكثر ما أثار إعجابي في المعرض. فقد صادف أن يكون أول جناح أزوره، وهو لشركة بايبد السويسرية. تقدم الشركة جهازًا يُدعى NOA، يهدف إلى المساعدة في التنقل والحركة. ويتميز الجهاز بوجود حساسات للكشف عن العوائق، ويستخدم تقنية الصوت ثلاثي الأبعاد لتنبيه المستخدم بوجودها. كما يدعم الجهاز الخرائط ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS). ولعلّ ما يميز هذا الجهاز بشكل خاص هو وجود ثلاث كاميرات على الجانب الأيسر من صدر المستخدم تغطي زاوية 170 درجة محاكية لرؤية العين البشرية. ويُرتدى الجهاز حول الرقبة، مع وجود البطارية في الخلف، وعلى الجانب الأيمن من الصدر حاسوب مصغر مع زر. وعند الضغط على هذا الزر، يلتقط الجهاز صورة ويقوم بوصف المحيط للمستخدم، بما في ذلك تحديد وجود إشارات العبور أو السلالم وغيرها.
ورغم أن الجهاز ثقيل نوعًا ما، إلا أن وزنه ليس مفرطًا. وقد تم تطوير الجهاز بالتعاون مع مركز أبحاث شركة هوندا للسيارات، ويصفه المطورون بأنه أشبه بارتداء سيارة تيسلا مصغرة حول الرقبة.
أتوقع أن يدعم الجهاز في المستقبل القريب خاصية الوصف بالفيديو، خصوصًا بعد إعلان شركة OpenAI عن هذه التقنية. تخيل إمكانية وصف كل ما يحيط بك أثناء المشي بشكل مباشر ودون الحاجة لالتقاط صور ثابتة – إنها فكرة مثيرة للغاية.
ومن المرجح أن تعمل الشركة أيضًا على تخفيف وزن الجهاز في الإصدارات القادمة. أما في الوقت الراهن، فالجهاز متاح للشراء بسعر يقارب 4000 يورو. وفي حال تمكن الجهاز من دعم ميزة الوصف الحي في المستقبل، فسيكون بالتأكيد استثمارًا يستحق النظر فيه.
متفرقات
- قدّمت شركة هانديتك الألمانية سطر برايل بـ 80 خلية، مع لوحة مفاتيح كبيرة الحجم. ولعلّ الميزة الأبرز في هذا الجهاز هي إمكانية تقسيم السطر إلى نصفين، بحيث يمكن استخدام نصف للحاسوب والنصف الآخر للهاتف الذكي، مع إمكانية العمل على الجهازين في آن واحد.
- تعرفت على شركة صغيرة من الولايات المتحدة يديرها زوجان تقدم ملصقات مخصصة لبعض الأجهزة الشائعة في أميركا، مثل أفران الميكروويف. وتتميز هذه الملصقات بأشكال مختلفة تمثل وظائف معينة، مثل شكل يمثل زر التشغيل أو زر البدء. ويكمن الهدف في استبدال الملصقات التقليدية بهذه الأشكال الملموسة، ما يسهل على المستخدم التعرف على الأزرار دون الحاجة إلى تذكر ترتيبها. وقد أخبراني أن بالإمكان شراء هذه الملصقات من موقع MaxiAids.
- صادفت شركة فرنسية (لم أتذكر اسمها) تقدم عصا بيضاء مبتكرة. ولعل ما يميز هذه العصا هو وجود زنبرك في طرفها لتقليل الارتدادات. ووفقًا لممثل الشركة، فإن جميع العصي في فرنسا تأتي بهذا التصميم. ورغم أنني لم ألاحظ فارقًا كبيرًا خلال التجربة السريعة، إلا أن الفكرة تبدو واعدة.
- وجدت منظمة تقدم أقلامًا ذات روائح مختلفة، يُقال إنها تُستخدم لتوضيح فكرة الألوان للمكفوفين (قدمت لي مجموعة من هذه الأقلام على شكل هدية).
- كانت شركة تركية تعمل على تقنيات للتنقل الداخلي باستخدام أجهزة البيكون (Beacon)، لكنني لم أتمكن من تجربة منتجها.
- حضرت العديد من المنظمات المحلية لتقديم الاستشارات والإرشادات في مختلف المجالات للمكفوفين.
الخاتمة
شكّل معرض سايت سيتي في فرانكفورت تجربة استثنائية وغنية بالمعلومات، حيث أتاح لي فرصة فريدة للاطلاع على أحدث التقنيات التعويضية الموجهة لتحسين حياة المكفوفين وضعاف البصر. وقد تنوعت المعروضات بين أجهزة مبتكرة للتنقل والأمان وأدوات تعليمية متطورة كشاشات برايل متعددة الأسطر وأجهزة الرسومات التفاعلية.
ولم تقتصر هذه الرحلة على مجرد استعراض للمنتجات الجديدة، بل شكلت أيضًا منصة للتواصل المباشر مع خبراء وممثلين من شركات عالمية رائدة في هذا المجال. وقد أتاح لي هذا التفاعل المباشر فهمًا أعمق لإمكانيات هذه التقنيات وحدودها، ما يعزز رؤيتنا للاتجاهات المستقبلية في قطاع التقنيات المساعدة.
وقد لفتت انتباهي بعض المنتجات بأفكارها المبدعة وتصاميمها المبتكرة، بينما بدا جليًا أن منتجات أخرى تحتاج إلى مزيد من التطوير لتلبي احتياجات المستخدمين بشكل أفضل. ورغم ارتفاع أسعار بعض الأجهزة، إلا أن وتيرة الابتكار المتسارعة والتقدم التكنولوجي المستمر تبشر بمستقبل واعد في مجال التقنيات المساعدة.
وقد قدّم التفاعل المباشر مع الشركات والتجربة العملية للأجهزة نظرة عميقة حول إمكانيات هذه التقنيات وحدودها، ما يعزز فهمنا للاتجاهات المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.
آمل أن تكون مشاركتي هذه قد سلطت الضوء على أهمية هذه الابتكارات التكنولوجية ودورها في تحسين جودة حياة المكفوفين. سأواصل متابعة هذه التطورات بشغف، وأتطلع لمشاركتكم المزيد من التجارب والملاحظات في المستقبل.
شكر خاص لصديقي العزيز الأستاذ رياض أسوم للتدقيق والمراجعة.
وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.